عرب إسرائيل

عرب إسرائيل
(العبرية تتبع – עברית בהמשך)

عشية عيد الاستقلال الاسرائيلي الأخير, نصحني أبي, وهو طبيب صاحب عيادة, أن ألتقي بأحد من الذين يعالجهم. فقال لي : ” هذا الرجل مسن, عراقي الأصل من بغداد. يزيد عمره 80 عامًا, وهو شاعر كبير يكتب العربية والزجل ويعزف الكمان”. يجب أن تذهب عنده اليوم فهو ينظم حفلة غناء في شقته. هو شخص مميز وحميم يعشق الحياة والناس. اذا لم تذهب فانك تفقد فرصة ذهبية قد لا تعود.

وصلت الى منزل “أبو زويلي” في حي “جيلو” جنوبي القدس, فهو مسقط رأسي, وكما أذكر أيام طفولتي فيه, فكان الهواء يتمثل ببرودته الدائمة. علا صوت الغناء والعزف من شبابيك البيت المتواضع, واختلست النظر من أحدها كي أر انني لم اغلط في العنوان .

عندما دخلت عتبة البيت فلاذ الحاضرون بالصمت. لقيت الأوجه داخلها مندهشة وهي تحملق إليّ. مَنْ هذا الشاب الغريب؟ وما شأنه والحفلة المتواضعة؟ كانت الجماعة الحاضرة خليط مبتسمًا وفرحًا مكونة من اليهود العرب كبار السن (عراقيي الأصل) وأولادهم وجيرانهم,عدد من الفلسطينيين من قرية بيت جالا المجاورة. وقعدتُ صامتًا مع الجماعة حول طاولة ملآنة بالمأكولات بين كبايات العرق والسمك والآلات الموسيقية والنوتات المطروحة حوالينا.

استمعت للأغاني القديمة وشعرت بخيبة أمل كبيرة بسبب عدم معرفة أغلبيتها سوى “فوق النخل”. ولكن جميع الحاضرين غنى بفرح. وتدفقت الكلمات بنعومة وتوقفت فقط اذا نسي أحد احدى منها وغلط وعندئذ  اندلع جدل كبير وتبادل الشتائم حتى التصحيح او الاصرار بالاستمرار رغم الجدل.

فوق النخل – أبو زويلي واصدقاؤه
كانت هذه اللحظات الاكثر سيرياليةً في حياتي وانا جالسٌ في حي مسقط راسي الموجودة وراء خطوط 67 في القدس الشرقية, عشية عيد الاستقلال الاسرائيلي (بكل من معانيه المختلفة عند الحاضرين) والعرب , فلسطينيين ويهود بحتفلون معًا بثقافة ولغة عربية مشتركة وبأصوات عالية . والجدير بالذكر أن تم تنظيم هذه الحفلة في هذه المناسبة ليس لأسباب وطنية (كلا !) وانما بسبب القانون الذي يطيح الغناء والاحتفال بالضجيج طول الليل من دون أن تخشى من غضب الجيران او الشرطة. فكل واحد يحتفل في طريقه حتى ولو كان بالعربية.

بعد ساعة من الاستماع تجرأت وقمت بمحاولة غناء “واياك” لفريد الأطرش, لفرحة الجماعة المرافقة بالضحك وملاحظات بالنسبة لكيفية الغناء وكيف علي أن اصلحها. وبعدها جلست وشرعت بالتحدث مع احد الشيوخ وهو يشتغل بالمحاماة. فكان قلبه ثقيل وحزين على عالم وثقافة يتفتتان ويختفيان مع شيخوخة جيل وعهد. قال لي “زمان كنا دائما نحكي بالعربية ولكن في عصرنا الجيل الجديد لا يهتم بالعربية ولا يحكي. ليس بأحد يتعلم وفعلًا ماتت العربية في المجتمع اليهودي مع الأسف الشديد. تألمت معه, فمشهد رجل يرى حضارته تنكمش وكانها جمرة صغيرة مدخنة تنتعش وتشتعل فقط في هذه المناسبات العشوائية . مكان حياة كاملة وثقافة يهودية عربية ظلت له هذه القعدة فحسب.

إن الحديث والخطاب المعاصر في المجتمع اليهودي بالنسبة للغة العربية وثقافتها موجه الى اغراض معينة وليس كجزء من الحياة والتفكير ولذلك هو محدود لشرائح المتخصصين وليس بمنقتح للجمهور العام. دائما يدار هذا الحديث في ثلاثة مجالات كي يستفاد منه وهي البحث الأكاديمي, والأمن, والإعلام. يستغل الباحث الاكاديمي العربية لدراسة التاريخ والحاضر ولكن لاغراض البحث فقط. ونادرا ما يستعمله للتأثير خارج أبواب الجامعة. وإذا أراد الجمهور العام ان يدخل في صلب هذا الحديث فهو عاجزٌ, لانه يدار في اللغة الاكادمية الصعبة ويلزم معرفتها وخلفية سابقة بالموضوع. لذلك فان هذا الحديث يبقى منفردا ومتعجرفا بين جدران هذه المؤسسة وغير قابل للاستفادة من قبل الجمهور العام.

8240182103_e104b86fc4_nغرافيتي في القدس- حتى هنا غلط الكاتب (بدل فقط ب- فقد)
العبرية تحتوي نفس الرسالة

في مجال الامن والعساكرة فالاستعمال بالعربية محدد ايضا. تُستخدم العربية بالراي الدفاع عن النفس وليس للمعرفة أو للتعرف. وأخيرًا في مجال الاعلام  يحلل المراسل او المعد العالم العربي في مقاطع قصيرة وتقارير ولكنها بسيطة وسطحية (لانها قصيرة وليس من ناحية المحتوى) ومترجمة للعبرية.

من ناحية التربية والتعليم فإن دراسة اللغة العربية ليست بإجبارية وتتركزعلى اللغة الفصحى. وكما أتذكر من سنواتي الأخيرة في المدرسة, إنني حفظت سور كاملة من القرآن الكريم وكذلك مقاطع قصيرة من مؤلفات أبي الفرج الاصفهاني ولكنني عجزت عن فهم مكالمة بسيطة بالعامية.

في مجال الفن والموسيقى تغيرت الأوضاع ويبدو أن تتحول خيبة الامل إلى أمل متفائل ولو كان قليل. بعدما هاجر اليهود العرب الى اسرائيل منذ تأسيسها 1948 قامت الدولة بتهميش الثقافة واللغة العربية (وكذلك مع اليديش) من أجل العبرية. وكان الاثر الوحيد للعربية في الوسط العام اذاعة الافلام العربية في يوم الجمعة السادسة مساءً في التلفزيون الاسرائيلي الرسمي من 1968 وحتى التسعينات. وكانت شعبية هذه الافلام كبيرة وخاصة عند اليهود العرب.   ولكن غالبا ما كانت العربية على الهامش أو حتى تستهان او يسخر منها. خجلت وأنا أرى مقاطع تلفزيونية اسرائيلية قديمة ومعاصرة تمزح من العربية والثقافة العربية كهذا المقطع المشهور عام 1976 لفرقة ” هجاشاش هخيفير” و –تيقي دايان الذي يسخر من ام كلثوم في كنايتها (ام طمطوم – أم المختلين) تغني أغنية فريد الاطرش “يا عوازل فلفلوا” في طريقة هزلية ومستهزئة.

هجاشاش هخيفير وتيقي دايان – “يا عوازل فلفلو”, 1976

يمكننا القول بأن هذه المعاملة القاسية بالنسبة للغة العربية تكونت بسببين. أولًا¸فإن ارادة السلطة الحاكمة في اسرائيل اثناء اقامة الدولة باختراع  ارضية مشتركة لليهود في اسرائيل كافة والعنصر المشترك فهو العبرية. وسعت الحكومة الى توحيد الصفوف من خلال ثقافة عبرية مستحدثة ولذلك كان من باب اللزوم ان يترك كل شيء يستثتي عنها. وكان السبب الثاني الواقع الأمني والصراع الوطني بين البلدان العربية واسرائيل. اخذت العربية مكانة “لغة العدو”. ولذلك مع هذا واقع وهذع الخلفية انكمشت والثقافة العربية لليهود في اسرائيل وانقطعت العلاقة المباشرة بين اليهود والعربية .

لذلك قد يفاجؤ القراء عندما يستمعوا الى اغنية لداويد رياحي, تونسي الاصل, كتب في الستينات اغنية تؤيد الصهيونية باللغة العربية يغني بالمحبة للقدس (اورشاليم) واسرائيل والعشق اليها والعيش فيها. هذه المفاجأة تدل على الفجوة الكبيرة بين العربية واليهود في عصرنا. هذه الفجوة لم تزل موجودة في اذهان الاسرائيليين لان العلاقة تعود في الرأي العام الى عيش اليهود في البلدان العربية او الى ما يسمى ب “الدقة القديمة” وليس بيومياتنا هنا.
ولكن هذا لا يمثل الجوية في تلك الايام.

داود رياحي – أرض بلادك, 1960

ولكن في أيامنا شرعت الاجواء تتغير. بدأ ابناء واحفاد اليهود العرب الاصليين يجددون ثقافتهم بطريقتهم الخاصة.
هناك فنانون معاصرون يهود يعزفون ويغنون العربية والبارزون منهم: رفيد كحلاني (يمن بلوز), A-wa, دودو طاسا الذي يعيد غناء جده المشهور واخيه, صالح و داوود الكويتي, وايهود باناي الذي يعزف مع سالم درويش وجورج سمعان بالعربية والعبرية. ولكن بالشبه الكوميدي هو ان الذين حفظوا كلمات هذه الاغاني هم عرب 48. والسبب جلي وواضح تمامًا- ان اغلبية اليهود في اسرائيل لا يعرفون العربية.  ولذلك, عندما حضرت مع أصحابي أحد البارات في حيفا غنى العرب “جاءت محبتي” لرفيد كحلاني, ولكن لا أحد منهم كان يهوديًا.

انظروا ايها القراء الى اعين الحاضرين وفرحتهم بالعزف والغناء ومفاجأتهم باليهودي يغني باللهجة اليمنية في البلدة القديمة في القدس الشريف.

يمن بلوز – “جاءت محبتي”

هذا ما فقدنا. العربية هي جزء لا يتجزأ التاريخ الحضارة اليهودية( وطبعًا الاسلام والمسيحية). متى تحولت الكلمة “عربي” الى شتيمة بدلا عن تكون كنية فخر واعتزاز ؟ الى متى يقتصر النطق بالعربية محدود ل %2 من اليهود في اسرائيل؟
وكلمة أخيرة للتلخيص. قبل عدة اسابيع توفي اسحاق نافون, رئيس دولة اسرائيل الخامس. نافون ولد في القدس في ثلاثينات القرن الماضي وتعلم العربية من جيران وتميز وتفوق فيها. بعد امضاء اتفاقية السلام مع مصر واحلاله, عزم الى مصر من قبل الرئيس الراحل أنور السادات وهناك القى خطابا بالفصحى المنقنة وحصل على تكريم عظيم لم يسبق له مثيل لاي ممثل رسمي اسرائيلي في اي بلد عربي في التاريخ. في الاعلام العربي بعد وفاته ذكرت اغلبية الصحف العربية وفاته وذكرت خطابه في شكل غير مسبوق ومفاجئ. لم أجد غير ذلك مثالاً أمثل كي أعبر أهمية اللغة العربية وقوة تأثيرها كقسم مشترك بين ناطقي العربية – اليهود وغيرهم

ففي زمان يزال فيها اليهود الناطقون بالعربية هل تزال معهم العلاقة بها بالكامل ؟ أو قد نرى في مستقبلنا اليهود يتحدثون بلغة مضر وتكون اللغة غير معينة للقلائل ؟ هل يقوم نافون قادم ويمكن الحكي مباشرة وبدون ترجمة كي ير العالم العربي اليهود الاسرائيليين ولا عبر متخصصين عرب للشؤون الصهيونية ؟ أتكون العربية دلالة للحائرين ككتاب اللحاخام الاندلسي اليهودي ,الرامبام (كتابه المشهور “دلالة الحائرين” كتب بالعربية اليهودية في القرون الوسطى)؟  هل تعود العربية الى مكانتها ومعها الاعتراف بيننا وبين العرب حوالينا بان لنا قسم مشترك غير الصراع؟

إن شاء الله قريبًا
 

ערביי ישראל

בערב יום העצמאות האחרון, המליץ לי אבי, רופא במקצועו, לפגוש את אחד הפציינטים שלו. “הוא במקור מבגדאד בעראק, בן למעלה מ-80 והוא כותב שירה בערבית ומנגן על כינור. הוא עושה היום חפלה עם שירים אצלו בבית. אדם מאוד מיוחד, חם אוהב חיים ואדם, כדאי לך ללכת אליו היום, זו הזדמנות פז ואם לא תלך היום,ייתכן שלא תשוב”.

הגעתי לביתו של “אבו זוילי” הירושלמי בגילה, שכונת ילדותי, בחוץ היה קריר כתמיד.מחלונות הבית עלו קולות נגינה ושירה והצצתי פנימה כדי להיות בטוח כי אמנם זו הכתובת הנכונה.

כשחציתי את פתח הבית השתתקו הנוכחים. פגשתי במבטים המבולבלים הפונים אליי- מי הזר הצעיר הזה? ומה עניינו במסיבה הצנועה הזו ? קבוצת הנוכחים היתה תערובת מחייכת ושמחה שהורכבה מיהודים עראקים מבוגרים וכמה מילדיהם יחד עם שכניהם וכמה פלסטינים מהכפר בית ג’אלא הסמוך. התיישבתי שותק עמם סביב שולחן עמוס מאכלים, רצוף כוסות ערק, דגים, וכלי הנגינה ודפי התווים השרויים סביבנו בערבוביה.

האזנתי לשירים ולנגינה, למבוכתי הרבה השיר היחיד שהצלחתי לזהות היה “פוג אל-נח’ל” (מעל עץ התמר), אך כל הנוכחים שרו בשמחה. המילים זרמו ברכות ונעצרו אך ורק אם אחד הנוכחים טעה במי מהן או אז התגלע ויכוח חריף והחלפת גידופים ידידותים עד תיקון הטעות או הנחישות להמשיל הלאה למרות הויכוח.

פוג אל-נח’ל – אבו זוילי וחברים

היה זה אחד הרגעים הסוריאליסטיים בחיי, יושב בשכונת ילדותי שמעבר לקו הירוק בירושלים, ערב יום העצמאות (על פירושיו השונים ליהודים ולפלסטינים) והערבים, היהודים והפלסטינים יושבים כולם יחד וחוגגים את שפתם ותרבותם הערבית המשותפת בקולי קולות. אגב, המשתתפים החליטו לקיים ערב זה דווקא בתאריך לא משיקולים לאומיים כאלה ואחרים, אלא כי זהו בין הימים היחידים בהם על פי החוק מותר להרעיש כל הלילה ללא חשש מהשכנים או המשטרה. איש הישר בעיניו יחגוג אפילו היה זה בערבית.

לאחר כשעה של האזנה אזרתי אומץ וניסיתי, בכישלון רב, לשיר את השיר “ויאכ” של פריד אל-אטרש לצהלת הנוכחים המלווה בצחוק והערות לרוב בנוגע לאופן השירה ודרכים לשפרה. אחרי כישלון זה התיישבתי לשוחח עם אחד הנוכחים, עורך דין במקצועו. לבו היה כבד ומלא צער על עולם ותרבות אשר הולכים ונעלמים עם זקנת הדור והתקופה. “בעבר כולנו תמיד דיברנו ערבית אבל בימינו  הדור הצעיר כבר לא מדבר ערבית ולא מתעניין בה, אף אחד לא לומד ובפועל הערבית בחברה היהודית מתה לצערינו הרב”. כאבתי יחד אתו, עצוב היה לראות אדם שנגד עיניו תרבותו הולכת וכמלה וכאילו היא גחל זעיר ועשן אשר מתעוררת לחיים רק באירועים אקראיים.  במקום חיים שלמים ותרבות יהודית ערבית עראקית נשארה לו רק הישיבה הזו.

השיח העכשווי בקרב הציבור היהודי בנוגע לשפה הערבית הוא תועלתני ומוכוון מטרה ובכך מוגבל לשכבות המומחים ואינו פתוח ונגיש לציבור. השיח מתנהל (כמעט תמיד) בשלושה תחומים בהם הוא מנוצל: האקדמי, הבטחוני והתקשורתי. החוקר האקדמאי מנצל את הפה הערבית ללמידת ההיסטוריה וההווה אך למטרות מחקר בלבד ורק לעיתים נדירות משתמש בו כדי להשפיע מחוץ לכתלי האוניברסיטה. יתרה מכך, אם הציבור הכללי רוצה להיכנס לעובי הקורה של השיח- הוא חסר יכולת לעשות כן, משום השפה האקדמית בה הוא מנוהוא לרוב מצריך ידע קודם והיכרות קודמת עמו. לפיכך, שיח זה נשאר לרוב נפרד ומתנא בין כתלי המוסד והציבור אינו יכול להפיק ממנו תועלת.

8240182103_e104b86fc4_n

גרפיטי בירושלים- הכיתוב בערבית : “רק דובר ערבית יכול להבין אותי”
הכותב טעון שיפור- טעה בערבית

בתחום הביטחוני אנשי הצבא משתמשים בערבית שימוש מוגדר גם כן. משתמשים בה בראייה הגנתית אך לא לשם ידע או היכרות. ואחרון חביב בתחום הקשורת הכתב מפרש את העולם הערבי בקטעים קצרים ותחקירים קצרים, אך הם שטחיים  (מפאת אורכם, לא תוכנם) ומתורגמים עברית.

מהבחינה החינוכית , לימוד השפה הערבית אינו חובה, ומתרכז בשפה הספרותית. כפי שאני זוכר מלימודי בשנותי האחרונות בבית הספר, למדתי בעל פה מספר סורות (פרקים) מהקוראן וכן קטעים קצרים של אבו פרג’ אל-אצפהאני אבל לא יכולתי להבין שיחה פשוטה בערבית מדוברת.

בתחום האמנות והמוזיקה המצב השתנה ונראה שהאכזבה הופכת לתקווה אופטימית ולו היתה פעוטה. לאחר שהיהודים הערבים עלו לישראל מאז ייסודה בשנת 1948, המדינה הדירה את התרבות והשפה הערבית מהמרחב הציבורי (כמו גם היידיש) לטובת השפה העברית. השריד היחיד לערבית בציבור היה שידור סרטים מצריים בימי שישי בשש בערב מ-1968 עד שנות התשעים בערוץ הראשון. אבל לרוב הערבית היתה בשוליים ואפילו נתונה לגינוי ולעג. אני חשתי בושה כאשר ראיתי קטעים ישנים מהטלוויזיה אשר לועגים לערבית ותרבותה כקטע המפורסם של “הגשש החיוור” ותיקי דיין מ-1976. במערכון הזה שמים ללעג את אֻם כֻּלת’וּם ומכנים אותה ” אֻם טומטום” כשהיא שרה את שירו המפורסם של פריד אל-אטרש “יַא עַוַאזִל פַלְפִלוּ” בדרך קומית ומזלזלת.

הגשש החיוור ותיקי דיין – “יא עואזל פלפלו”, 1976

ניתן להגיד שיחס הקשה בנוגע לשפה הערבית נוצרה בשל שתי סיבות. ראשית, רצון השלטון בישראל בזמן הקמת המדינה ליצור מכנה משותף לכל יהודים בישראל והיסוד המשותף הוא העברית. השלטון שאף לאחד את השורות באמצעות התרבות העברית המתחדשת ולפיכך היה זה הכרחי לזנוח על דבר החורג ממנה. הסיבה הנוספת היא המציאות הבטחונית והמאבק הלאומי בין מדינות ערב וישראל. הערבית הפכה ל”שפת האויב”. כך נמוגה התרבות הערבית של היהודים בישראל והקשר הישיר בין היהודים לשפה הערבית.

לפיכך יפתיע את הקוראים לשמוע את שירו של דוויד ריאחי, תוניסאי במקור שכתב שיר אהבת מולדת וציונות בעברית, המלא באהבה לירושלים וישראל והכיסופים אליה ולחיים בה. ההפתעה הזו מראה כמה גדול הפער המחשבתי בין ערבים ויהדות כיום ובטח ובטח שלציונות. הפער הזה עודנו מצוי בתודעה הישראלית משום שציבור הערבית קשורה בה למדינות ערב ואל הזקנים בימינו, ולא לחיי היום-יום כאן.

דוד ריאחי – ארצ’ בלאדכ (אדמת ארצך), 1960

עם זאת, בימינו החלה האווירה להשתנות. בני ונכדי ההיהודים הערבים המקוריים החלו לחדש את תרבותם בדרכם שלהם. ישנם אמנים עכשוויים יהודים אשר מנגנים ושרים בערבית, רביד כחלאני (ימן בלוז), A-wa , דודו טסה (שחוזר אל שירת ונגינת סבו המפורסם ואחיו – צאלח ודאוד אל-כויתי) ואהוד בנאי אשר מנגן יחד עם סאלם דרוויש וג’ורג’ סמעאן בערבית ובעברית. עם זאת, מעט קומדית העובדה שאלה אשר למדו את המילים של שיריהם בע”פ הם ערבים ישראלים/פלסטינים תושבי ישראל (כל אחד יכול לכנותם איך שהוא מוצא לנכון). הסיבה לכך גלויה וברורה לגמרי- הרוב הגורף של היהודים בישראל אינם יודעים ערבית.

הסתכלו קוראים יקרים אל עיני הנוכחים ושמחתם על הנגינה והשירה והפתעתם הרבה נוכח היהודי ששר בלהג תימני וכל זאת בעיר העתיקה בירושלים.

ימן בלוז- “ג’את מחבתי” (הגיעה אהבתי)

זהו מה שאיבדנו. הערבית היא חלק שאינו ניתן להפרידו מההיסטוריה והתרבות של היהדות (וכמובן האסלאם והנצרות). מתי הפכה המילה “ערבי” לקללה במקום שתהיה כינוי לכבוד וגאווה? עד מתי הדיבור בשפה הערבית יהיה נחלתם של 2% בלבד מהיהודים בישראל?

מילה אחרונה לסיכום. לפני מספר שבועות נפטר יצחק נבון, נשיא המדינה החמישי. נבון נולד בירושלים בשנות השלושים של המאה שעברה ולמד ערבית משכניו והצטיין בה. לאחר החתמה על הסכם השלום עם מצרים ויישומו, הוזמן נבון למצרים על ידי נשיא מצרים המנוח סאדאת, במהלכו נשא נאום בערבית ספרותית מושלמת ועל כך זה לכבוד רב, אשר לא זכה לו אף נציג רשמי באף מדינה ערבית בהיסטוריה. התקשורת הערבית ציינה לאחר פטירתו את נאומו ובאופן חסר תקדים ומפתיע. כוחה וחשיבותה של הערבית כאן והשפעתה כמכנה משותף בין דובריה, יהודים וזולתם, לא היתה יכולה לקבל ביטוי טוב יותר.

בזמן בו נעלמים היהודים דוברי הערבית- האם יאבד איתם הקשר עם השפה לחלוטין? או אולי אנו עתידים לראות בעתידנו יהודים מדברים בערבית ולא כשפה המתוחמת ספציפית לקומץ? האם יהיה עוד נבון שיוכל לדבר באופן ישיר ובלי תרגום כדי שיראה העולם את היהודים הישראלים ולא דרך מומחים ערבים לענייני ציונים? האם תהיה הערבית לנו מורה נבוכים חזרה כשפה בה נכתב ספרו של הרמב”ם שנכתב בערבית יהודית? האם תשוב השפה הערבית למקומה ועמה ההכרה כי לנו ולערבים יש מכנה משותף מלבד הסכסוך?

אנשאללה (אם ירצה השם) בקרוב.